Click Here!

Choose your language

الثلاثاء، 31 يناير 2017

هل تنجح "النهضة" في تصدير النموذج التونسي لليبيا؟

هل تنجح "النهضة" في تصدير النموذج التونسي لليبيا؟
جانب من لقاء الغنوشي (يسار) والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي (مواقع تواصل)
يؤكد القيادي بحركة النهضة ووزير الخارجية التونسي الأسبق رفيق عبد السلام أن هناك تدخلات إقليمية في الساحة الليبية من جانب دول تعمل على تغذية الانقسامات، مبينا أنه "دون توافق إقليمي من الصعب أن يصل الليبيون إلى تفاهمات متينة".
يؤكد حزب حركة النهضة في تونس أنه يسعى  للاستفادة من علاقاته السياسية والاجتماعية المختلفة في ليبيا وتعاونه مع الجزائر من أجل تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين لمساعدتهم في الجلوس على طاولة الحوار وإيجاد حلول توافقية تعيد لليبيا استقرارها.
ورتبت حركة النهضة، الثلاثاء الماضي، لقاء في منزل رئيسها راشد الغنوشي جمع رئيس الديوان بالرئاسة الجزائرية أحمد أويحيى والقيادي  الإسلامي الليبي علي الصلابي، وذلك تمهيدا لطرح مخرج سياسي توافقي في إطار إقليمي تمثل تونس والجزائر ومصر أضلعه الثلاثة.
ويأتي هذا اللقاء بعد زيارة أداها الغنوشي إلى الجزائر قبل أسبوع لمقابلة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، كما جاءت عقب لقاء الغنوشي والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الذي  اجتمع بدوره مع الرئيس الجزائري وسط ديسمبر/كانون الأول الماضي.
دبلوماسية شعبية
ويقول القيادي بحركة النهضة ووزير الخارجية التونسي الأسبق رفيق عبد السلام إن الاجتماع الأخير تطرق للمبادرة التونسية الجزائرية التي توسعت رقعتها لتشمل أيضا  مصر، بهدف حلحلة الأزمة في ليبيا.
وأضاف عبد السلام للجزيرة نت أن حزبه "يمارس دور الدبلوماسية الشعبية في إطار توجهات  الدولة التونسية لوضع إمكاناته وعلاقاته السياسية والاجتماعية المتعددة للمساعدة في إطفاء الحريق في ليبيا وتصدير تجربة التوافق السياسي في تونس إلى ليبيا".
هل تنجح "النهضة" في تصدير النموذج التونسي لليبيا؟
رفيق عبد السلام: النهضة تمارس الدبلوماسية الشعبية لجمع الفرقاء الليبيين (الجزيرة)
وفي ظل استفحال الأزمة الليبية الراهنة، يرى عبد السلام أن الأزمة "لا يمكن أن تحل بمجرد لقاء أو لقاءين"، لكنه أكد أن تلك اللقاءات تمثل خطوات تمهيدية أساسية لدفع الفرقاء الليبيين للجلوس على طاولة المفاوضات والخروج بحلول مرضية وتسويات توافقية.
أزمة عميقة
وتعيش ليبيا انقساما سياسيا عميقا، حيث تدار بثلاث حكومات منفصلة؛ واحدة في الشرق يقودها عبد الله الثني، في حين تدار العاصمة طرابلس بحكومتين هما  حكومة الوفاق الوطنيبرئاسة فايز السراج المدعومة دوليا، وحكومة الإنقاذ الوطني التي يقودها خليفة الغويل.
ويرى مراقبون أن القاسم المشترك بين هذه الحكومات هو سوء الأداء وضعف الإمكانات المادية، مما جعل البلاد تدخل في اضطرابات أمنية وشلل اقتصادي اتسم بانهيار الدينار الليبي أمام الدولار وندرة العملة في البنوك وغلاء المواد الأساسية وانقطاع الكهرباء وغيرها.
وليس هذا فحسب ما يعمق الأزمة بليبيا؛ إذ يؤكد عبد السلام أن هناك تدخلات إقليمية في الساحة الليبية من جانب دول تعمل على تغذية الانقسامات، مؤكدا أنه "دون توافق إقليمي من الصعب أن يصل الليبيون إلى تفاهمات متينة".
الحل موجود
ويرى عبد السلام أن هناك إرادة ليبية وعربية وأفريقية لإيجاد حل للأزمة في ليبيا، يأخذ بعين الاعتبار مشاركة مختلف المكونات الليبية لإعادة الاستقرار وإنهاء الصراع. علما بأن لجنة منالاتحاد الأفريقي ستقوم بزيارة ليبيا الشهر المقبل لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين.
هل تنجح "النهضة" في تصدير النموذج التونسي لليبيا؟
جانب من لقاء الغنوشي (يسار) والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة هذا الشهر (مواقع تواصل)
وعلى الرغم من تعقد الوضع الليبي بسبب انهيار مؤسسات الدولة وانتشار السلاح واحتدام الصراع حول السلطة بين الفرقاء ووجود تنظيمات متشددة، يرى عبد السلام أن "الليبيين قادرون على الوصول إلى توافق وطني نظرا لانعدام الصراعات الطائفية والعرقية".
تكثيف الجهود
من جهته، يقول الخبير في الشأن الليبي غازي معلى إن اللقاءات والمبادرات الأخيرة لحلحة الأزمة الليبية "خطوة إيجابية" نحو تقريب وجهات النظر، لكنه حذر من فشل هذه المبادرات في حال لم تفض الاتصالات الإقليمية الحالية إلى خطة عمل واضحة المعالم والأهداف.
وقال للجزيرة نت إن المبادرة التي تقوم بها الجزائر ومصر وتونس "تبدو غير واضحة المعالم حتى الآن"، مذكرا بأنه كانت هناك اجتماعات سابقة بين وزراء خارجية هذه الدول بشأن ليبيا، لكن تلك الاجتماعات "لم تفرز سوى إصدار بيانات فضفاضة دون تقديم حلول ملموسة".
من جانبه، يرى الخبير في الشأن الليبي المولدي لحمر أن البلدان المغاربية لديها الكثير من الأوراق لحلحلة الأزمة الليبية، لا سيما أنها كسبت شيئا من المصداقية لرفضها التدخل العسكري بليبيا، مشيدا بأهمية العمل السياسي المثابر والمنظم للوصول لتوافقات ليبية صلبة.
ولاحظ لحمر أن ضعف العمل السياسي في ليبيا، وبقاءها بلا مساعدة حقيقية ومقبولة من قبل الفرقاء الليبيين، جعلاها تعاني من هذه الأزمة التي تسببت في انهيار مؤسسات الدولة وتفشي الفصائل المسلحة وغير ذلك.

المصدر : الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الزيارات