Click Here!

Choose your language

الأربعاء، 18 يناير 2017

ريتشارد هاس: النظام العالمي في أزمة

ريتشارد هاس: النظام العالمي في أزمة
يرسم الدبلوماسي الأميركي السابق رئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس -في كتاب جديد له- صورة كئيبة للنظام العالمي ويصفه بأنه قد بلغ مرحلة الانحلال، داعيا إلى استبداله بنظام جديد يحدّث المبادئ التقليدية المتمثلة في سيادة الدول والقوة العظمى.
وتضمن الكتاب الصادر بعنوان "عالم تكتنفه الفوضى: السياسة الأميركية الخارجية وأزمة النظام القديم" والذي نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية عرضا موجزا له، أن النظام الذي تقوده أميركا ويقوم على  التحالفات قد أصبح غير مستقر بسبب انتقال القوة بعيدا عن الغرب، وانتشار المخاطر الانتقالية، وترنح النظم الإقليمية في أوروبا والشرق الأوسط وشرق آسيا.
وتقول المجلة إن هاس وضع يده على أزمة أعمق وهي: انهيار "نظام وستفاليا" الذي دام أربعة قرون والذي تأسس على مفهوم الدولة المستقلة ذات السيادة، مشيرة إلى أن النظام العالمي منذ القرن السابع عشر استقر على وجود الدول، والقوى العظمى، وتوازن القوة.
تغيرات مفصلية
لكن لبنات البناء القديمة هذه تتعرض للانحلال، حيث تفقد الدول نفوذها وتتوزع السلطة والقوة إلى لاعبين غير الدول.
ويرى هاس أن العالم مقبل على مرحلة لا يوجد خلالها من يسيطر على الأمور، حتى في هذا الوقت يتعرض العالم لفوضى متزايدة ناتجة عن انتشار الأسلحة النووية، وأزمات اللاجئين والمهاجرين، وانهيار الدول، وعجز النظم الديمقراطية.
ودعا هاس -من أجل درء الكارثة- إلى ما أسماه بـ"النظام العالمي الثاني"، وهو "نظام عملياتي" جديد يبعث من جديد المبادئ التقليدية المتعلقة بالسيادة والقوة العظمى ويحدّثها.
ويرغب هاس في أن تركز الدول -ككيانات ذات سيادة- لا على مصالحها فقط، بل على واجباتها أيضا. ويقول إن هذا الوضع سيحد من نزعات التدخل بأقل مما كان يطمح إليه الليبراليون "الويلسونيون"، وسينتج نظاما أكثر تعاونا مما يتوقعه الواقعيون.
وعلقت المجلة بأن المعمار الدقيق الذي بناه هاس لنظام عالمي جديد صعب التحقيق، لكن دعوته للمزيد من البراغماتية والعمل المتعدد الأطراف تمثل مرشدا معقولا للسير في طريق المستقبل الصعب.

المصدر : فورين أفيرز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الزيارات