Click Here!

Choose your language

الجمعة، 10 فبراير 2017

روسيا بين ناري طهران وواشنطن

روسيا بين ناري طهران وواشنطن
بوتين (يسار) يسعى لتهدئة غضب ترمب تجاه إيران للحفاظ على الاتفاق النووي المبرم (الجزيرة)
أبدت روسيا قلقها من تصاعد الحرب الكلامية بين طهران وواشنطن، وحذرت من نقض الاتفاق النووي، وقالت إنها ستسعى لتهدئة التوتر بينهما، في وقت جدد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقاد الاتفاق المبرم صيف العام 2015 بين إيران، واصفا إياه بالمشين.
تسعى روسيا لامتصاص التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعد تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب السلطة في واشنطن؛ عبر إجراء اتصالات مستمرة مع كلا الطرفين. لكن الحراك الروسي هذا والتحذيرات المستمرة من مغبة التصعيد لم تمنع واشنطن من فرض عقوبات جديدة على طهران.
كل ذلك أعاد الملف النووي الإيراني إلى الأضواء، حيث بات الحديث يدور عن إمكانية تقويض إيران العمل بالاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بعد مفاوضات ماراثونية بينها وبين الدول الست الكبرى (أميركا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا).
هذه التطورات اعتبرتها موسكو سلبية ولا تصب في صالح تشكل مناخ مناسب لتنفيذ بنود خطة العمل الشاملة المشتركة حول برنامج إيران النووي.
وبينما يؤكد خبراء روس أن طهران وواشنطن لا تملكان الحق من الناحية القانونية في الخروج من الاتفاق النووي دون خطة عمل مشتركة تشمل  الدول الموقعة، اعتبر الخبير السياسي في مجلة "روسيا في السياسة العالمية" فيودور لوكيانوف أن الحديث لا يدور عن إلغاء إيران الاتفاقات حول برنامجها النووي وإنما عن فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على طهران بسبب تجاربها الصاروخية أو لأسباب أخرى.
وأضاف أن من شأن الإجراء الأميركي أن يفرغ الاتفاق النووي من مضمونه، إذ إن طهران هدفت من الاتفاق إلى التخلص من العقوبات، وفي حال فرضها عليها فستلجأ إلى عدم التقيد بالاتفاق.
روسيا الوسيط 
التطورات المقبلة ستعتمد على الإدارة الأميركية، وستحرص إدارة الرئيس الروسي فلادمير بوتين على  لعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن، لكن إمكانات موسكو -بحسب لوكيانوف- تبقى محدودة لأن ترمب كان دائما عدائيا تجاه إيران، ويصعب تخيل نجاح موسكو في تغيير قضية مبدئية في سياسة ترمب وأيدولوجيته.
مخاوف موسكو تزداد أكثر بمجرد التفكير في إمكانية تقويض أعمال الثلاثي (روسيا وتركيا وإيران) من أجل التوصل إلى تسوية للأزمة السورية، والتي  تعول موسكو عليها كثيرا. وفي هذا الإطار أشار المحلل سياسي في المجلس الروسي للشؤون الدولية رسلان ماميدوف إلى أن إخراج إيران من المسار السياسي في الشرق الأوسط سيؤدي إلى انتهاجها سياسة منفصلة وصارمة وعدم تقيدها بمبادئ محددة لدفع التسوية السورية.
وأشار ماميدوف إلى أن ذلك لن يحل المشكلات الأميركية، بل على العكس سيقلل من إمكانات المناورة لحل الأزمة السورية من جهة، ولن يلعب  لصالح عدم انتشار الأسلحة النووية من جهة أخرى.
الملف الإيراني 
من الواضح أن روسيا ترغب في تحسين علاقاتها بأميركا، والأخيرة كذلك. ومن الأفضل بالنسبة لواشنطن أن تبتعد موسكو عن طهران وأن تغير سياستها تجاهها.
لكن الخبراء الروس يستبعدون ذلك، مرجحين أن تستمر موسكو في دبلوماسية التعامل مع الطرفين انطلاقا من مصالحها وبغض النظر عن علاقتهما ببعض.
وقال لوكيانوف إن روسيا في هذا الشأن لن تستبدل شريكا لها بآخر فقط لمجرد تغير الإدارة الأميركية، فهي ستكون بين نارين، وهذا ما يسمى بالدبلوماسية التي أظهرت موسكو في الآونة الأخيرة فعاليتها. ومثال ذلك قدرتها على بناء علاقات جيدة مع كل من إيران وإسرائيل والسعودية في آن واحد، وهو ما يعد نجاحا كبيرا.
بدورة أشار ماميدوف إلى أنه إذا فشلت موسكو في التقريب بين وجهتي النظر الأميركية والإيرانية فستتخذ موقفا وسطا حياديا، وستلجأ إلى الحلول الوسطية.
المصدر : الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الزيارات