Click Here!

Choose your language

الثلاثاء، 14 فبراير 2017

جدل بالصحف الأميركية حول "فوضى" بالبيت الأبيض

جدل بالصحف الأميركية حول "فوضى" بالبيت الأبيض
ترمب خلال جلسة استماع له بالبيت الأبيض مع مديري شركات الطيران الخميس الماضي (الأوروبية)
تناولت صحف أميركية ما يتردد عن "فوضى واضطراب" في سير العمل بالبيت الأبيض على خلفية استقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين، إذ كتبت إحداها عنوانا يقول: "بيت أبيض دون مسؤول"، بينما دافعت أخرى بأن ذلك أسلوب فريد في العمل تتميز به إدارة الرئيس دونالد ترمب.
ونشرت هذه الصحف عن هذا الموضوع قبل الإعلان عن استقالة فلين، وخلال نشرها خبر الاستقالة لتربط بين ما أسمته "فوضى واضطراب" وبين عدم الحسم بسرعة في قضية فلين واتصالاته بالمسؤولين الروس. إذ قالت نيويورك تايمز إن استقالة فلين من منصبه بعد مدة قصيرة من تعيينه يعكس الفوضى التي ضربت أطنابها في البيت الأبيض خلال الأسابيع الأولى من إدارة ترمب، لتخلق إحساسا بعدم الأمن على نطاق العالم.
وجاء في مقال كتبه مايكل غيرسون بصحيفة واشنطن بوست بعنوان "بيت أبيض دون مسؤول"، أن مسؤولين سابقين مطلعون على وضع البيت الأبيض وصفوا فريق المسؤولين فيه بأنه ثقيل في الأعلى مع  وجود خمسة أو ستة مراكز قوى وهيكل عمودي صغير.
الهم المسيطر ونقل الكاتب عن أحد الجمهوريين قوله إن الرغبة في الظهور والاستحواذ على النفوذ هي الهم الذي يسيطر على المسؤولين في مقر الرئاسة الأميركية، معلقا بأن ذلك سيتسبب في عجز وتشتت وعدم وفاء وتسريبات فظيعة.
وقال مصدر آخر للكاتب إن ترمب لا يرى أهمية في أن يكون له مساعدون ومستشارون تحكمهم سلسلة قيادة وعملية منظمة لاتخاذ القرار، بل على العكس من ذلك، فإنه يرغب في وجود مراكز قوى متعددة وصغيرة لتنعش التنافس بين المسؤولين إلى مستواه الأقصى لصالح ترمب.
"واشنطن بوست: عدم الكفاءة والارتباك والتسريبات في البيت الأبيض لا سابق لها، والجميع لا يرغبون في الإعلان عن آرائهم ومواقفهم قبل أن يتبينوا آراء الرئيس السريعة التغيّر"
لكن الكاتب يقول إن النتيجة -مع ترمب الذي يهمه كثيرا إبداء الولاء والطاعة له- لم تكن لصالح إنعاش المنافسة ولا لمصلحة ترمب، بل لمصلحة الحرص على إظهار الولاء والطاعة للرئيس وقتل أي روح للإبداع، "وما الفوضى والشلل السائدان في مجلس الأمن القومي والأمر التنفيذي لحظر السفر، إلا مثالا لفشل وعجز البيت الأبيض".
ونشرت واشنطن بوست أيضا تقريرا بعنوان "الاضطراب هو السائد في عمل البيت الأبيض"، ينتقد انشغال ترمب في "الحروب السياسية الصغيرة" وعدم إنجاز ما هو أهم حتى اليوم، من تعيينات لمناصب رئيسية في البيت الأبيض والهيئات الحكومية الأخرى وعشرات السفراء.
ويقول التقرير إن عدم الكفاءة والارتباك والتسريبات في البيت الأبيض لا سابق لها، وإن الجميع لا يرغبون في الإعلان عن آرائهم ومواقفهم قبل أن يتبينوا آراء الرئيس السريعة التغيّر.
أما صحيفة واشنطن تايمز القريبة من الجمهوريين، فنشرت تحليلا بعنوان "كيف يمكن أن يكون غموض ترمب مجرد إستراتيجية مقصودة؟", وأطلقت على هذا التشويش أو الغموض اسم "متلازمة التشويش الترمبية"، وأشارت إلى أن الهدف من هذه الفوضى ربما يكون صرف انتباه الناس وتوجيهه إلى جهات مختارة.
وأضافت أن المراقبين التقليديين والديمقراطيين المتحجرين لا يفهمون ذلك، ودافعت عن أسلوب ترمب في العمل ووصفته بالفريد الذي لا يشبه أسلوب أي رئيس سابق له. وقالت إن ترمب لا يطلب من مستشاريه ومساعديه أن يقولوا ما يمليه عليهم، بل يريدهم -ووفق عبارته نفسه- "أن يقولوا ما يؤمنون ويقتنعون به، وأن يعبروا عن آرائهم. لا آرائي".
وقالت أيضا إن هذا الأسلوب في توفير حرية التعبير لكبار المسؤولين ليس جديدا، فقد عمل به الرئيس الأسبق جورج واشنطن الذي أحاط نفسه برجال أقوياء المواقف وأقوياء الإرادة، ومنحهم حرية التصرف  والتعبير، وكذلك أبراهام لينكولن وغيرهما.
وذكرت أن لينكولن شجع إثارة الخلافات القوية حتى في زمن الحرب المتعثرة من جانبه، ونسبت إليه القول "سياستي هي عدم اتباع أي سياسة معينة".
واختتمت الصحيفة دفاعها عن ترمب بالقول إنه يبدو مرتاحا للجدل والخلافات، وربما يرتاح لما هو "أفظع منهما"، وإن تشككه في أي شيء -باستثناء ذاته- سيقوده. لكن مهارته في نشر السخط والغضب ستصرف انتباه المعارضين له، "إذا كان ترمب مجنونا -كما يصر بعض الديمقراطيين- فربما يكون ذلك مثل جنون الثعالب".

المصدر : الصحافة الأميركية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الزيارات