Click Here!

Choose your language

الجمعة، 3 مارس 2017

المراكز التجارية بالسعودية.. فرص عمل تتحدى التقاليد

المراكز التجارية بالسعودية.. فرص عمل تتحدى التقاليد
عندما صدح الأذان بدخول وقت الصلاة أقفلت جميع المحلات في المجمع التجاري "الجبيل مول" إلى أن يُفرغ من أداء الصلاة، وهو قانون مفروض في أنحاء المملكة العربية السعودية.
في هذا الوقت الذي يتجاوز نصف الساعة، تجتمع سعوديات تقاربت أعمارهن وتفاوتت مؤهلاتهن الدراسية على طاولة لتناول القهوة وتبادل الحديث، ما يجمعهن هو التجربة الأولى لهن كموظفات بالمجمع التجاري.
فوزية البوعينين أكثر السيدات رضى بعملها، بادرت بالحديث للجزيرة نت قائلة "الوظيفة كانت دعما ماديا ومعنويا بالنسبة لي" وتضيف أنها كانت في البداية غير متقبلة للعمل ولكنها تفاجأت بطبيعته وبما حققته من خبرة وتدريب.
ومع أن البوعينين تحمل شهادة الكفاءة المتوسطة فقط، فإنها وجدت فرصة عمل مناسبة في محل للملابس النسائية، وبراتب تراه مجزيا، فضلا عن التسهيلات التي تمنحها الشركة المالكة للمحل من مواصلات مجانية ومكافآت تشجيعية.
وبجانب البوعينين أخذت نورة دفة الحديث لتقول إنها ربة منزل وقررت أن تشغل وقت فراغها حيث تقيم في الجبيل بعيدا عن أسرتها والارتباطات الاجتماعية، فلمّا خاضت التجربة ووجدت في العمل متنفسا ورزقا أقنعت جارتها "أم فهد" بالانخراط في العمل بالمجمع.
لكن "أم فهد" بالرغم من رضاها عن العمل لم تخف بعض العوائق التي من الممكن تدفعها للاستقالة، وتقول للجزيرة نت "أكبر عائقين انعدام حضانة للأطفال ورفض البنوك إقراضنا بحجة تدني الراتب حيث تشترط كل البنوك أكثر من (1200 دولار).
المجتمع والتقاليد وفي ظل شح الوظائف المناسبة التي عهدها المجتمع السعودي للمرأة بدون اختلاط لم تجد كثير من السعوديات فرصا متاحة يكون القبول فيها فوريا مثل العمل في المجمعات التجارية الكبيرة.
فبعد أن يئست منيرة محمد من طرق أبواب القطاعات الحكومية عشرات المرات لتحظى بفرصة عمل، قررت خوض تجربة العمل في (الجبيل مول) لتصبح مديرة للمعارض.
منيرة التي تحمل الماجستير التربوي، تدير أكثر من عشرين موظفة سعودية، ووجودها كمديرة لهن في المجمع حفز الكثير منهن للالتحاق بالعمل، حيث ترفض كثير من الأسر السعودية أن يكون المدير المباشر للمرأة رجلا.
وليست منيرة عن هذا الحرج ببعيدة، فهي تُخفي عملها في "المول" عن أعمامها وتجهر به لأخوالها.
 كذلك أوضحت أن من النساء السعوديات من لم تحاول الالتحاق بالعمل في "المولات" ظنا منهن أنه عمل بسيط أو يشبه البسطات الشعبية، لكن بعد التجربة اكتشفن أنه خلاف ذلك، فالأمر أكثر تطورا وتنظيما.
فرص العمل التي فُتحت على مصراعيها في المجمعات التجارية، تأتي ضمن برامج وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في المملكة لتوطين الوظائف ومحاولة خفض معدلات البطالة التي بلغت في آخر إحصائياتها الرسمية نحو ١٢% وتمثل السيدات 63.4% منها.
وفي تصريح لوزير العمل علي الغفيص، قال إن وزارته ستعمل على هذا المشروع ضمن برنامج التحول الوطني 2020 الذي سيوفر أكثر من مئتي ألف فرصة عمل سنويا.
توطين ناجح اقتصاديون سعوديون تحدثوا للجزيرة نت يؤكدون أن التوطين سيجلب فرص عمل كبيرة، ولكنه يحتاج إلى تدريب وتهيئة المواطنين الراغبين في العمل للانسجام مع طبيعة الأعمال التي تحتضنها المجمعات.
ويقول محمد القحطاني الدكتور بالاقتصاد في جامعة الملك فيصل "لا بد من توفر درجة عالية من التعليم والتمكن من اللغة الإنجليزية ومهارات تشغيلية تذهب للشريحة الكبرى من أعمال هذه الوظائف التي يطلق عليها (أصحاب الأيادي الزرقاء).
وتوطين المجمعات لم يكن الأول فقد سبقه مرحلة تأنيث وتوطين محلات المستلزمات النسائية وكل ما له صلة بالخدمات المقدمة للمرأة، إلا أن تجربة التأنيث -وفق القحطاني- لم يتجاوز نجاحها 20% ولم تكن مرضية بحجم الطموح.
ويرجع القحطاني أسباب ذلك إلى غياب المعرفة التشغيلية لشاغلي هذه الوظائف من النساء وأسباب أخرى.
ويرى الكاتب الاقتصادي الدكتور عبد الرحمن الربيعة أن قطاعات كثيرة موجودة بالمملكة ولا يحتاج العمل بها لزيادة علم أو خبرة، ومن ضمنها المجمعات التجارية، مشيرا إلى أنه لو تم التركيز عليها ستحقق أهداف السعودة وتستوعب أعدادا كبيرة من بطالة الجنسين دون إضرار بقطاع الأعمال.

المصدر : الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الزيارات