Click Here!

Choose your language

الأحد، 5 مارس 2017

تفاؤل سوداني حذر بالحكومة المقبلة

تفاؤل سوداني حذر بالحكومة المقبلة
وسط ترقب الشارع السوداني دخلت البلاد مرحلة العد التنازلي لتشكيل حكومة الوفاق الوطني الجديدة، التي بدأت بتسمية رئيس الوزراء وحل الحكومة الحالية. ويأمل الشارع أن تعمل الحكومة على علاج الأزمات السياسية والاقتصادية الحالية لا تكريسها.
ويشوب الشارع السوداني نوعاً من التفاؤل بحدوث اختراق في مسار الأزمات السياسية والأمنية الاقتصادية، بينما لا تزال المخاوف من تكرار سيناريوهات الماضي وإعادة إنتاج الفشل تحاصر سواده الأعظم.
وبين المخاوف والتفاؤل الشعبي، يرهن محللون سياسيون نجاح الحكومة الجديدة بتوفر الإرادة السياسية للتخلص ممن وصفوهم بالانتهازيين الذين تسببوا في فشل الحكومات السابقة خلال 27 عاما الماضية.
لكنهم يتخوفون في ذات الوقت من أن يطغى على تشكيل الحكومة الجديدة الترضيات والمجاملات في تولي الحقائب الوزارية، بما يفقدها الانسجام وبالتالي تقديم ما يخرج السودان من أزمته.
بشريات ويرى التجاني محمد أحمد (طبيب) أنه إذا تم اختيار وزراء حكومة الوفاق الوطني بناء على المعايير المعلنة، فإن الحكومة الجديدة ستحمل بشريات لإخراج البلاد إلى بر الأمان.
ويضيف أحمد أن أزمة البلاد تتطلب تعيين أشخاص ذوي كفاءة وغيرة على مصلحة السودان، خلافا للباحثين عن السلطة والجاه.
وبرأيه فإن الموقف ما يزال غامضا ويصعب التكهن بمآلاته المرتقبة، متمنيا أن يقصي رئيس الوزراء بكري حسن صالح من وصفهم  بالمتسلقين داخل الحزب الحاكم ممن تسببوا في تشويه التجربة.
وبدا أبو القاسم محمد برطم (نائب برلماني) متحفظا على دور إيجابي يمكن أن تلعبه الحكومة الجديدة، رغم ثقته في أنها ستأتي بصورة مختلفة عن حكومات الماضي.
وأعرب برطم عن خشيته أن الحكومة المقبلة ستكون مليئة بالترضيات والتسويات بما يشكل ضغطا كبيرا على الخزينة العامة للدولة، مضيفا أنه إذا كانت الأحزاب السياسية المشاركة على قدر المسؤولية واحترمت قواعدها، سيكون للحكومة شأن في تحسين الأوضاع المعيشية رغم سيطرة المؤتمر الوطني علىالأغلبية فيها.
ورهن نجاحَ الحكومة الجديدة بتنصيب وزراء حقيقيين "أو سيبقى حال البلد على ما هو عليه أو يزداد سوءا"، مشيراً إلى أن الحزب الوطني توصل إلى قناعة بضرورة إشراك الآخر مما يوفر فرصة لتقليص قبضته وتحسين الأحوال.
مخاوف ولا يخفي عبد الرحمن محمد (موظف حكومي) تخوفه من تكرار سيناريوهات الماضي وإعادة إنتاج الفشل والأزمة، مشيراً إلى أن البلاد تعاني أزمات متعددة ولا بد أن تنتهج الحكومة الجديدة تغييرا جذريا في سياساتها دون النظر إلى الترضيات.
واعتبرمحمد  أن الوضع السوداني لا يحتمل أكثر مما هو عليه الآن من أزمات وخلافات، "وذلك ما يستوجب وضع مصلحة البلاد على قمة الأولويات عند تشكيل الحكومة الجديدة".
وكان أستاذ العلوم السياسية في جامعة أم درمان الإسلامية صلاح الدومة أكثر تفاؤلا، حينما اعتبر أن من بشريات الحكومة الجديدة تعيين الفريق بكري حسن صالح "الشهير بالصرامة" رئيسا لها، لافتا إلى أنه بحاجة إلى مساندة الرئاسة لإطلاق يده لحسم ما أسماهم المفسدين والانتهازيين.
وبحسب رأيه فإن اللوبيات الموجودة بالمؤتمر الوطني هي من يتخوف الناس من تسبيبها فشل الحكومة المقبلة، لافتا إلى أن سيطرة المؤتمر الوطني على مقاليد الحكم لن تكون خصما على تحسن الوضع الاقتصادي والأمني والسياسي "إذا ما توفرت الإرادة السياسية للإصلاح".

المصدر : الجزيرة
اقرأ ايضاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الزيارات