Click Here!

Choose your language

الخميس، 4 مايو 2017

الفوائد العديدة لفيتامين "د"

الفوائد العديدة لفيتامين "د"
يساعد فيتامين "د" أجسادنا على تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفات، وهي عناصر غذائية تبقي  عظامنا وأسنانا وعضلاتنا بصحة جيدة.
وعادة ما تكون أشعة الشمس التي تصل لجلودنا كافية لتمكننا من إنتاج كامل فيتامين "د" الذي نحتاجه، ولكن عندما نفتقد أشعة الشمس فإنه يجب تناول فيتامين "د"، ومن الصعب أن نصل للمستويات المطلوبة منه من الطعام وحده، وهذا مهم لأن الفوائد الصحية لفيتامين "د" الكافي ربما تكون أكبر مما كنا نتوقعه سابقا.
ويعد نقص فيتامين "د" منتشرا على نطاق واسع، فهناك حوالي مليار شخص من جميع الأعمار والعرقيات يعانون من ذلك النقص، وحتى في البلدان التي تشرق فيها الشمس على مدار العام.
وهذا النقص شائع على وجه الخصوص في الشرق الأوسط، وهذا يعود جزئيا لانتشار الملابس التي تغطي الجلد والعادات المتعلقة بالبقاء بعيدا عن الشمس. كما أن نفس هذه العادة مع وجود جلد داكن أكثر يساهم في مستويات أقل من فيتامين "د" بين الأفارقة.
وحتى في الدول الصناعية فإن الأطباء يشهدون عودة مرض الكساح، وهو مرض يضعف العظام، وكان قد تم القضاء عليه تقريبا من خلال الحليب المقوى بالفيتامين ومنتجات أخرى.
والكساح ليس المرض الوحيد الذي قد يتسبب فيه نقص فيتامين "د"، فالأبحاث التي تمت خلال العقد الماضي تشير إلى أن فيتامين "د" يلعب دورا أكبر بكثير في مكافحة الأمراض مما كان يعتقد سابقا.
نوبات قلبية 
على سبيل المثال وجدت دراسة مهنية لمتابعة الوضع الصحي أن الرجال الذين يعانون من نقص فيتامين "د" يرتفع لديهم احتمال الإصابة بنوبات قلبية مرتين مقارنة بالرجال الذين لديهم مستويات كافية منه. كما كشفت دراسات عديدة أخرى وجود علاقة بين نقص مستويات فيتامين "د" وارتفاع خطر فشل القلب والموت القلبي المفاجئ، والسكتة الدماغية، وأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل عام.
وهناك دراسة أخرى أظهرت أن مكملات فيتامين "د" اليومية يمكن أن تحسن وظائف القلب عند الناس الذين يعانون من فشل القلب المزمن.
كما أن هناك عشرات الدراسات الأخرى التي تشير إلى رابط محتمل بين المستويات المنخفضة من فيتامين "د" وارتفاع خطر الإصابة بالسرطان، وخاصة السرطان القولوني المستقيمي.
كما أن مستويات فيتامين "د" تساهم في بقاء الناس المصابين بالسرطان على قيد الحياة، وإن كانت الأدلة على ذلك ما تزال محدودة.
ولكن في المقابل وبحسب الأدلة المتوفرة حالية، فإنه ما زال من غير الواضح الجزم بأن مكملات فيتامين "د" تخفض فعليا من خطر السرطان.
كما أن هناك التصلب المتعدد الذي تحدث الإصابة به بمعدلات أقل كثيرا في المناخات المشمسة، وهذا يعود جزئيا لمستويات فيتامين "د" الأعلى.
ووجدت دراسة عن المصابين بمرض التصلب المتعدد، أن الذين يأخذون جرعة أكبر من مكملات فيتامين "د" تنخفض لديهم احتمالية الإصابة مجددا بهذا المرض، كما أظهرت دراسة أخرى أن الذين لديهم أعلى المستويات من فيتامين "د" في الدم تقل احتمالية إصابتهم بالتصلب المتعدد بنسبة 62% مقارنة بالذين لديهم مستويات أقل منه.
السكري 
وفي فنلندا، وجدت دراسة مدتها ثلاثون عاما أن الأطفال الذين يتلقون بشكل منتظم مكملات فيتامين "د" خلال مرحلة الطفولة، يقلّ احتمال إصابتهم بالنوع الأول من مرض السكري بنسبة 90% مقارنة  بالذين لم يحصلوا على تلك المكملات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن دراسات مراقبة الحالة الأوروبية الأخرى تعزز استنتاج أن فيتامين "د" قد يساعد في الحماية من النوع الأول من مرض السكري.
وحتى السمنة قد يكون لها ارتباط بفيتامين "د"، إذ وجدت دراسة سريرية أن توفير المكملات للناس الذين يعانون من السمنة وزيادة الوزن ونقص فيتامين "د"، يساعدهم في خسارة الوزن ويعزز فوائد  الحمية التي تعتمد على التقليل من السعرات الحرارية.
كما كشفت دراسة أخرى أن النساء اللاتي يمارسن الحمية الغذائية ويعانين من نقص الكالسيوم واللاتي  تناولن مكملات الكالسيوم وفيتامين "د"، قد خسرن دهونا أكثر من النسوة اللاتي لم يتناولن مثل تلك المكملات.
وكأن ذلك لم يكن كافيا! يساعد فيتامين "د" كذلك في مكافحة الالتهابات، إذ اكتشف العلماء أنه ضروري من أجل تفعيل خلايا "تي" الموجودة ضمن نظام المناعة والتي تحدد وتهاجم مسببات الأمراض  التي تنتشر في الجسم.
هذا قد يفسر -على الأقل جزئيا- لماذا يصل فيروس الإنفلونزا لذروته في أشهر الشتاء (في المناخات  المعتدلة)، وهو أمر جعل طبيبا بريطانيًا يفترض أن تفشي الإنفلونزا يتأثر بالتحفيز الموسمي المرتبط بضوء الشمس.
ووجدت تجربة عشوائية تم إجراؤها على الأطفال اليابانيين، أن معدلات الإنفلونزا من النوع "أ" عند الأطفال الذين يتناولون مكملات فيتامين "د"، كانت أقل بحوالي 40% مقارنة بالأطفال الذين تناولوا أدوية وهمية، ولم يكن هناك فرق يذكر في معدلات الإنفلونزا من النوع "ب". كما وجدت مراجعة تم إجراؤها مؤخرا أن مكملات فيتامين "د" كانت آمنة وفعالة ضد التهاب الجهاز التنفسي بشكل عام.
إن دور فيتامين "د" في مكافحة الالتهابات ليس بالشيء الجديد، فقبل اكتشاف المضادات الحيوية كان ضوء الشمس جزءا من العلاج الاعتيادي لمرض السل، كما أظهرت دراسة أن مرضى السل يشفون بمعدل أسرع عندما يتم إعطاؤهم فيتامين "د" مع المضادات الحيوية، كما تشير عدة دراسات عندما يتم تحليلها معا أن الناس المصابين بالسل لديهم مستويات أقل من فيتامين "د" مقارنة بالأصحاء من العمر نفسه والخصائص نفسها.
ومع ذلك هناك حاجة لمزيد من الأبحاث قبل أن نكون متأكدين من أي من تلك الفوائد، ولكن النتائج الأخيرة تعتبر واعدة، وعلى أي حال ليس هناك شك بأن فيتامين "د" حيوي لصحة البشر.
ما الكمية؟ 
إذن ما كمية فيتامين "د" التي نحتاج إليها لنجني ثمار فوائدها في مكافحة الأمراض؟ يوصي معهد الطب بمضاعفة الجرعة اليومية من فيتامين "د" بمقدار ثلاثة أضعاف للأطفال والبالغين في الولايات المتحدة وكندا، لتصل إلى 600 وحدة دولية (15 ميكروغرام) يوميا.
كما أوصت مؤسسة الصحة العامة لإنجلترا بحصة غذائية للبالغين والأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنة واحدة تصل إلى 400 وحدة دولية (10 ميكروغرام) يوميا، ونظرا لأن القليل من الأطعمة تحتوي على فيتامين "د" طبيعيا فإن الوصول لتلك المستويات قد يتطلب جهدا واعيا.
قد يحتاج بعض الناس إلى ما هو أكثر من الحصة الغذائية الموصى بها، كمن يعانون من السمنة أو يتناولون الأدوية المضادة للتشنج أو مثبطات المناعة أو الأدوية المضادة للفطريات مثل كيتوكونازول أو أدوية مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز)، ولكن من المهم استشارة طبيب قبل البدء بذلك.
في المقابل، فإن التناول المفرط لفيتامين "د" -أكثر من 10 آلاف وحدة دولية باليوم - قد يلحق الضرر بالكلية والأنسجة ويؤدي إلى هايبركاليسميا (ارتفاع نسبة الكالسيوم بالدم).
ما زلنا متأخرين بسنوات قليلة عن التجارب السريرية لاستكشاف العلاقة المحتملة بين مكملات فيتامين "د" ومستويات فيتامين "د" العليا وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض، ولكن نظرا للأبعاد المتعلقة بالصحة العامة لمثل هذه العلاقة -لقد تم ربط مستويات فيتامين "د" القليلة بزيادة خطر الموت السابق لأوانه بمقدار الضعفين- فإن الأبحاث تكتسب أهمية كبيرة.
في الصحة العامة لا توجد أشياء كثيرة قد تحدث تغييرا كبيرا، ولكن فيتامين "د" قد يثبت أنه من هذه الأشياء.
_______________
* خبير طبي إقليمي في معهد سانوفي باستور
المصدر : بروجيكت سينديكيت
كلمات مفتاحية: ميلفن سانيكاس فيتامين "د" كالسيوم فوسفات عظام أسنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الزيارات